كيف يمكننا تعريف السمنة؟
أبسط تعريف للسمنة هو تراكم الدهون الزائدة وغير الطبيعية في الجسم. بمعنى آخر، هي كتلة الدهون التي تمثل أكثر من 30٪ من متوسط وزن الجسم لدى النساء البالغات وأكثر من 25٪ لدى الرجال البالغين. تُعد السمنة – التي تُعتبر أهم مشكلة صحية في الدول المتقدمة – الآن واحدة من المشكلات الصحية المهمة في بلدنا أيضًا. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن شخصًا واحدًا من بين كل ثلاثة أشخاص في العالم يعاني من السمنة. وتشير الدراسات إلى أن واحدًا من بين كل أربعة رجال، وما يقرب من نصف النساء في تركيا، يعانون من السمنة.
لماذا أصبحت جراحة السمنة شائعة جدًا؟
جراحة السمنة هي عملية جراحية تجميلية تُجرى لتحسين مظهر الشخص فقط، لجعله يشعر بتحسن أو لتمكينه من ارتداء الملابس التي يرغب بها. قد تتسبب السمنة في العديد من الأمراض مثل داء السكري من النوع الثاني، أمراض الشرايين التاجية، ارتفاع ضغط الدم، فشل القلب، اضطرابات التنفس، ارتجاع المريء، الاكتئاب، العقم، اضطرابات الدورة الشهرية، العجز الجنسي، اضطرابات المفاصل، الدوالي، النزيف الدماغي، الشلل، بالإضافة إلى مشكلات التكيف الاجتماعي والاكتئاب. كما يُعرف أن السمنة تلعب دورًا في بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي، القولون والمستقيم، والبروستاتا.
كيف يمكننا الكشف عن السمنة؟ ومن يُعتبر مصابًا بها؟
يُستخدم عادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتحديد السمنة. يُحسب مؤشر كتلة الجسم عن طريق قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر. وفقًا لهذه الحسابات: الأشخاص الأقل من 18.5 كغ/م² يُعتبرون نحيفين، بين 18.5 و24.9 كغ/م² يُعتبرون طبيعيي الوزن، بين 25 و29.9 كغ/م² يُعتبرون زائدين في الوزن، بين 30 و39.9 كغ/م² يُعتبرون بدناء، وأولئك الذين يزيد مؤشرهم عن 40 كغ/م² يُعتبرون بدناء مفرطين.
عند مقارنة المرضى الذين لديهم BMI ≥ 30 بالأشخاص الأصحاء ذوي BMI من 20 إلى 25، وُجد أن خطر الوفاة من جميع الأسباب يزيد بنسبة 50٪ إلى 100٪. ويزداد خطر الموت المبكر بشكل كبير في حالات السمنة المفرطة مع BMI أعلى من 40 والسمنة الفائقة فوق 50.
كيف تُعالج السمنة؟
العلاج الأول للسمنة ليس جراحيًا. نسعى لمساعدة مرضانا – الذين يأتون إلى مركزنا بشكاوى السمنة – على فقدان الوزن من خلال برنامج يخططه أطباؤنا وخبراؤنا في التغذية. يشمل هذا البرنامج النظام الغذائي، التمارين الرياضية، وتعديلات نمط الحياة.
متى يُوصى بجراحة السمنة؟
تُوصى جراحة السمنة للمرضى الذين لديهم مؤشر كتلة جسم ≥ 35 ولم يتمكنوا من فقدان الوزن عبر النظام الغذائي، التمارين أو العلاج الطبي تحت إشراف المختصين لمدة 6 أشهر.
مؤشرات جراحة السمنة
قبل اتخاذ قرار الجراحة، يجب التأكد من أن السبب الأساسي للسمنة ليس مرضًا هرمونيًا. لا ينبغي اتخاذ القرار الجراحي بناءً على طلب المريض فقط؛ بل يجب الموافقة عليه من قبل لجنة تتكون من جراح، طبيب تخدير، أخصائي غدد صماء، طبيب نفسي وأخصائي تغذية.
كيف تُجرى جراحة السمنة؟
أساسًا، هناك طريقتان في جراحة السمنة: تقليل حجم المعدة و/أو منع امتصاص الطعام في بعض المراحل. استخدام تقنيات المناظير في جراحة السمنة يوفر للمرضى فترة تعافي أكثر راحة مقارنة بالجراحة المفتوحة. مع هذه الطريقة، يعود المرضى إلى أنشطتهم اليومية في وقت قصير بعد الجراحة، مع تقليل المخاطر مثل التهابات الجروح والفتق.
على الرغم من عدم وجود معيار محدد لتحديد أي تقنية جراحية يجب استخدامها لمريض معين، تلعب العديد من العوامل دورًا في اتخاذ هذا القرار، مثل العمر، الجنس، مؤشر كتلة الجسم، عادات الأكل التي تسبب زيادة الوزن، توزيع الدهون، الأمراض المصاحبة، والهدف من فقدان الوزن.